هى من الشخصيات التى ذكرت فى الكتاب ورغم نبلها وعظمتها ونبل رسالتها .
إلا إنه لم تتسع لها السطور وتنفرد لها الصفحات فى الكتاب المقدس ..
فجأءت رسالتها مقتضبة من أيات الكتاب المقدس فقط من خلال أية وحيدة وهى ألاَية التى إنفرد بذكرها إنجيل متى ( مت 19:27 ) .
وذلك يقول لنا إنجيل متى فلما تشاور جميع الرؤساء والكهنة والشعب على يسوع حتى يتقتلوه فأوثقوه ومضوا به ودفعوه إلى بيلاطس البنطى الوالى وفى أثناء محاكمة السيد المسيح و إذ كان بيلاطس البنطى جالساً على كرسى الولاية أرسلت إليه امرأته قائلة " إياك وذلك البار لأنى تألمت اليوم كثيراً فى حلم من أجله " .
كلوديا بروكولا وهى زوجة بيلاطس البنطى التى إستيقظت من حلمها على الضجيج والأصوات العالية والتى كانت أشجع من الجميع تلاميذ ورؤساء وشعب محذرة بيلاطس من أن يظلم المسيح وشهدت له بأنه بار فى حين ذلك كان الجميع يصرخون يصُلب يصُلب دمه علينا وعلى أولادنا .
أعزائنا القراْ .. هل توزن النساء فى علاقتهن بالمسيح مقارنة بالرجال ؟!
إذاً فلابد أن ترجح كفتهن!
* بيلاطس : حكم بصلبه رغم أنه لم يجد به علة .
كلوديا : تألمت كثيراً فى حلم من أجله .
* الفريسى : تشكك فى بنوية يسوع " إن كان هذا نبى " .
المرأة الخاطئة : غسلت رجليه بدموعها .
* التلاميذ : اغتاظوا واستسخروا فيه الطيب .
ساكبة الطيب : سكبته على رأسه فى شوق ولهفة غير عابئة باستهزاء أو سخرية .
* يهوذا : سرق الصندوق .
المجدلية : خدمت يسوع من أموالها .
* الغنى : تركه ومضى حزيناً .
مريم أخت لعازر : جلست عند قدميه تسمع كلامه .
* بطرس : أنكره .
الكنعانية : شهد يسوع بعظم إيمانها .
* رؤساء الكهنة : يتصدون له لكى يمسكوه بكلمة .
نازفة الدم : خلسة تسرق من قوته فتُشفى .
* الكهنة : سرقوا خزانة الهيكل .
المرأة ذات الفلسين : ألقت فيها كل ما تملكه .
* رجال أورشليم : صلبوه .
بنات أورشليم : بكين ونحن عليه .
.. هل يذكر الإنجيل إمرأة واحدة إمتهنت يسوع أو إحتقرته أو أسات إليه . لكن يسجل لنا الإنجيل الكثير عن رجال سخروا منه و أستهزأوا به ورجال أنكروه و استنكروه ورجال خانوه وصلبوه .
# تلاميذه .. عند الصلب هربوا ، والنساء تبعنه واقفات عنده .
# تلاميذه .. إختبأوا فى علية مغلقة ، والنساء قبل الفجر ذهبن إلى قبره .
وحتى لا ننسى أمنا العذراء مريم التى جاز السيف فى نفسها ، والسامرية وبشارتها لكل أهل السامرة ، والمجدلية لكرازتها الأولى بالقيامة ... طوباكن أيها النساء .
وأما عن كلوديا كل ما نعرفه لا يتعدى بضعة أسطر دونها التقليد إلى جانب هذة الاَية الوحيدة التى ذكرها إنجيل متى .
- هى رومانية الجنس ، تنتمى غالباً إلى الطبقة الأرسقراطية العالية ، وعلى حظ وفير من العلم والمعرفة .
- وأيضا هى ذات صفات حميدة وخُلق سام ، تُقدر رباط الزوجية وتضحى من أجل شريك حياتها حين يقتضى الأمر . فقد قبلت أن تتغرب عن بلدها وموطنها لتصطحب زوجها إلى بلاد اليهودية التى عُين والياً عليها من قبل الإمبراطور الرومانى .
ملحوظة :
1- كان أوغسطس قيصر قد أصدر أمراً بتفضيل الوالى الأعزب على المتزوج ، وإن كان متزوجاً فعلى زوجته أن تبقى فى موطنها ولا تصطحب زوجها ( لئلا تصرفه عنه واجبات عمله ) . وقد يتراءى لنا هذا كأمر بغيض ، بينما كثير من الولاة كانوا يُسرون به إذ يعفيهم من مراقبة زوجاتهم لهم ! بل و زوجاتهم أيضاً بدورهن كن لا يجدن غضاضة فى الترحيب بهذا الأمر ، فى عصر فاض بالمجون والخلاعة وعدم الأكتراث بالأمانة الزوجية .
2- كان القانون الرومانى يسمح باصطحاب الزوجة فقط فى أعسر الأحوال وأشدها إستثناءاً . فربما جاهدت كلوديا كثيراً حتى تحصل على الأستثناء وترافق زوجها .
+ حلم كلوديا :
- والأحلام ، كما يقول علم النفس ما هى إلا انعكاسات لطبائعنا وغزرائزنا وعقلياتنا .
- وإن كان حلم كلوديا هو وحى إلهى خالص ، فاللة أيضاً يوحى إلى النفس بما يناسب طبيعتها واستعدادها وانتظارها
1- فيوسف العفيف جاءه وحى الله ، حين كان شاباً طموحاً فى صورة حزم تسجد لحزمته المنتصبة ، والشمس والقمر والنجوم تتعبد له .
2- ونبوخذ نصر ، الملك العظيم جاءته رسالة اللة كحلم فى رؤى الليل ، وإذا به يرى تمثالاً عظيماً يحطمه حجر قُطع بدون يد إنسان ! .
3- وبطرس الرسول فى يافا ، حين جاة كثيراً واشتهلا أن يأكل ، رأى السموات مفتوحة وإناء نازلاً مثل ملاءة عظيمة فيها كل دواب الأرض وصوت يناديه قم يا بطرس اذبح وكُل ( أع 10:10-13 ) .
4 - أما بولس الرسول ، الملتهب قلبه بحب الكرازة فقد أتاه فى دجى الليل ، رجل يستغيث ويقول أعبر إلى مكدونية وأعنا .
- لذا .. حينما تتألم كلوديا كثيراً فى حلمها من أجل رجل بار ، إنما تعبر عن نفس ذى حس مرهف وعن قلب رقيق فى مشاعره .
- وهى أيضاً .. كإمرأة رومانية ، ورثت عن الطبع الرومانى حب العدالة الذى يجعلها تناصر الحق وتؤيده مهما كانت الظروف .
+ ترى .. ماذا رأت فى الحلم ؟ وما الذى أوحى لها ؟
- هل رأت مأساة الصليب قبل وقوعها ، فى صورتها المفزعة الرهيبة فلم تحتمل ! . ربما . فالمسيح المصلوب ترق له كل النفوس وتتعاطف وتتألم . والمتألم ، مهما كانت اَلامه حينما ينظر إلى المصلوب ، تخف اَلامه وربما تزول .
- هل أبصرت يوم الدينونة وقد انقلبت الأوضاع ، وجلس يسوع على كرسيه يدين الشعوب ، وإذ ببيلاطس يأتى أمامه مرعوباً ومرتعداً . تصطك أسنانه وترتعش ركبتاه .. ربما .
+ كلوديا المحذرة زوجها :
" إياك وذلك البار " لعلها أقوى رسالة تحذير رنت فى قلب بيلاطس . و إن ضميره أنبه قليلاً فهوذا ضميره الثانى ، صوت زوجته يؤنبه كثيراً ويحذره ! .
فإن أول واجبات الزوجة أن تقف فى طريق زوجها لتمنعه من الاندفاع وراء شهوة جرفته
أو شر أعمى عينه أو حق زاغ عنه .
- والكتاب المقدس ملىء بأمثلة تلك الزوجات الحانيات الرائعات .. وهل ننسى سارة ورفقة وراحيل وراعوث وأليصابات وحنة وبريسكلا . فقد كانت زوجات قديسات ، فخراً لأزواجهن ومعينات لهم فى حياتهم .
- وعلى النقيض تقف زوجات شريرات كانوا فخاخاً لأزواجهن مثل دليلة وكيف أفقدت شمشون قوته وتسببت فى فقع عينيه ، وأيضاً زوجات سليمان ونساءه اللواتى أزغن قلبه عن عبادة إلهه ، وإيزابل الشريرة وكيف تعدت وصية الله وإغتصب حقل اليزرعيلى لزوجها اَخاب ، وسفيرة كيف إتفقت مع حنانيا على تجربة روح الرب فكذبا عليه ، وهيروديا كيف جرفت هيرودس إلى مستنقع شهوتها ودفعته ليقتل يوحنا المعمدان ، و أيضاَ دروسلا كيف تركت زوجها وتزوجت من فيلكس الوالى الرومان الذى ارتعب من كلام بولس الرسول ( أع 25،24:24 ) .
طوباكِ يا كلوديا .. الزوجة العاقلة الحانية المحذرة .
.. هل استفاد بيلاطس من التحذير ؟ هل تراجع عن صلب يسوع ؟
هل انحاز لشهادة عقله عن يسوع " وأى شر عمل " ( مت 27:23 ) " أنا لست أجد فيه علة واحدة " ( يو 28:18 ) . ألم يشهد عنه أنه بار " إنى برئ من دم هذا البار " ( مت 24:27 )
لكن جاذبية الصولجان كانت أقوى ونعومة الكرسى كانت أقرب من تحذير زوجته ، فأسلمه ليُصلب ( مت 26:27 ) .
+ كلوديا المساندة ليسوع :
- إن كانت بنات أروشليم قد بكين على يسوع ، وقدم ديماس اللص أعظم إعتراف بيسوع فى أحلك الأوقات ، وشهد قائد المائة " بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً " ( لو 47:23 ) إلا أن كلوديا قد سبقتهم جميعاً فى الوقوف بجانب يسوع !.
- ويتعاظم هذا الوقوف حينما ندرك أنها غلبت صوت ضميرها واَلام حلمها على أمر القانون الرومانى الذى يُحرم أى إشارة أو إيعاز يأتى إلى القاضى حين يجلس فى منصة القضاء .. أما كلوديا ، فلم تأبه بهذا القانون " وإذا كان بيطلاس جالساً على كرسى الولاية ( كقاضى يحكم ) أرسلت إليه إمراته قائلة " إياك وذلك البار .. " ( مت 19:27 ) .
شكرا يا ربنا .. ففى وسط الأصوات المتعالية " اصلبه اصلبه " صادرة ممن يُساقون كالقطيع ، تعالت أيضاً أصوات من نفوس حرة تندد وتحذر { إياك وذلك البار ... } .
+ كلوديا المسيحية :
- فقد قيل أن حين جاءت كلوديا مع زوجها إلى اليهودية فتنت بديانة اليهود واستشعرت جمالها وسموها على الديانات الوثنية فاَمنت وتهودت .
- ولما ظهر يسوع على مسرح الأحداث أُعجبت به وشغفت بحياته وتعاليمه ومعجزاته ، وكانت ترسل وراءه تستطلع أخباره وقد روعها أن يتردى زوجها فى الجريمة البشعة لتسليم يسوع .
- ولما قام يسوع اَمنت به وتبعت تعاليم تلاميذه 6 أعوام قضتها فى اليهودية بعد صلب يسوع ، وفى روما إنضمت الكنيسة وصارت قديسة مع القديسين و أهل بيت الله .
- أما بيلاطس ، فإحدى الروايات تقول أن الإمبراطور قد خلعه من منصبه لجرائمه المتكررة ونفاه إلى بلاد الغال حيث انتحر إذ قذف بنفسه إلى أسفل من فوق قمة جبل .
- وفى رواية أخرى يقال أن بيلاطس وزجته صارا مسيحيين وتسجل إسماهما فى سنكسار القديسين .
طوباكِ يا كلوديا ... فسيذكر لك التاريخ نجاحك الباهر ، فقد نجحتى مع نفسك ، ونجحتى مع المسيح ونجحتى معنا ، نحن الذين ما نزال نقرأ قصتك بكل شغف وتقدير و إعجاب وحماس ....
ولألهنا المجد الدائم إلى الأبد أمين .
* الفريسى : تشكك فى بنوية يسوع " إن كان هذا نبى " .
المرأة الخاطئة : غسلت رجليه بدموعها .
* التلاميذ : اغتاظوا واستسخروا فيه الطيب .
ساكبة الطيب : سكبته على رأسه فى شوق ولهفة غير عابئة باستهزاء أو سخرية .
* يهوذا : سرق الصندوق .
المجدلية : خدمت يسوع من أموالها .
* الغنى : تركه ومضى حزيناً .
مريم أخت لعازر : جلست عند قدميه تسمع كلامه .
* بطرس : أنكره .
الكنعانية : شهد يسوع بعظم إيمانها .
* رؤساء الكهنة : يتصدون له لكى يمسكوه بكلمة .
نازفة الدم : خلسة تسرق من قوته فتُشفى .
* الكهنة : سرقوا خزانة الهيكل .
المرأة ذات الفلسين : ألقت فيها كل ما تملكه .
* رجال أورشليم : صلبوه .
بنات أورشليم : بكين ونحن عليه .
.. هل يذكر الإنجيل إمرأة واحدة إمتهنت يسوع أو إحتقرته أو أسات إليه . لكن يسجل لنا الإنجيل الكثير عن رجال سخروا منه و أستهزأوا به ورجال أنكروه و استنكروه ورجال خانوه وصلبوه .
# تلاميذه .. عند الصلب هربوا ، والنساء تبعنه واقفات عنده .
# تلاميذه .. إختبأوا فى علية مغلقة ، والنساء قبل الفجر ذهبن إلى قبره .
وحتى لا ننسى أمنا العذراء مريم التى جاز السيف فى نفسها ، والسامرية وبشارتها لكل أهل السامرة ، والمجدلية لكرازتها الأولى بالقيامة ... طوباكن أيها النساء .
وأما عن كلوديا كل ما نعرفه لا يتعدى بضعة أسطر دونها التقليد إلى جانب هذة الاَية الوحيدة التى ذكرها إنجيل متى .
- هى رومانية الجنس ، تنتمى غالباً إلى الطبقة الأرسقراطية العالية ، وعلى حظ وفير من العلم والمعرفة .
- وأيضا هى ذات صفات حميدة وخُلق سام ، تُقدر رباط الزوجية وتضحى من أجل شريك حياتها حين يقتضى الأمر . فقد قبلت أن تتغرب عن بلدها وموطنها لتصطحب زوجها إلى بلاد اليهودية التى عُين والياً عليها من قبل الإمبراطور الرومانى .
ملحوظة :
1- كان أوغسطس قيصر قد أصدر أمراً بتفضيل الوالى الأعزب على المتزوج ، وإن كان متزوجاً فعلى زوجته أن تبقى فى موطنها ولا تصطحب زوجها ( لئلا تصرفه عنه واجبات عمله ) . وقد يتراءى لنا هذا كأمر بغيض ، بينما كثير من الولاة كانوا يُسرون به إذ يعفيهم من مراقبة زوجاتهم لهم ! بل و زوجاتهم أيضاً بدورهن كن لا يجدن غضاضة فى الترحيب بهذا الأمر ، فى عصر فاض بالمجون والخلاعة وعدم الأكتراث بالأمانة الزوجية .
2- كان القانون الرومانى يسمح باصطحاب الزوجة فقط فى أعسر الأحوال وأشدها إستثناءاً . فربما جاهدت كلوديا كثيراً حتى تحصل على الأستثناء وترافق زوجها .
+ حلم كلوديا :
- والأحلام ، كما يقول علم النفس ما هى إلا انعكاسات لطبائعنا وغزرائزنا وعقلياتنا .
- وإن كان حلم كلوديا هو وحى إلهى خالص ، فاللة أيضاً يوحى إلى النفس بما يناسب طبيعتها واستعدادها وانتظارها
1- فيوسف العفيف جاءه وحى الله ، حين كان شاباً طموحاً فى صورة حزم تسجد لحزمته المنتصبة ، والشمس والقمر والنجوم تتعبد له .
2- ونبوخذ نصر ، الملك العظيم جاءته رسالة اللة كحلم فى رؤى الليل ، وإذا به يرى تمثالاً عظيماً يحطمه حجر قُطع بدون يد إنسان ! .
3- وبطرس الرسول فى يافا ، حين جاة كثيراً واشتهلا أن يأكل ، رأى السموات مفتوحة وإناء نازلاً مثل ملاءة عظيمة فيها كل دواب الأرض وصوت يناديه قم يا بطرس اذبح وكُل ( أع 10:10-13 ) .
4 - أما بولس الرسول ، الملتهب قلبه بحب الكرازة فقد أتاه فى دجى الليل ، رجل يستغيث ويقول أعبر إلى مكدونية وأعنا .
- لذا .. حينما تتألم كلوديا كثيراً فى حلمها من أجل رجل بار ، إنما تعبر عن نفس ذى حس مرهف وعن قلب رقيق فى مشاعره .
- وهى أيضاً .. كإمرأة رومانية ، ورثت عن الطبع الرومانى حب العدالة الذى يجعلها تناصر الحق وتؤيده مهما كانت الظروف .
+ ترى .. ماذا رأت فى الحلم ؟ وما الذى أوحى لها ؟
- هل رأت مأساة الصليب قبل وقوعها ، فى صورتها المفزعة الرهيبة فلم تحتمل ! . ربما . فالمسيح المصلوب ترق له كل النفوس وتتعاطف وتتألم . والمتألم ، مهما كانت اَلامه حينما ينظر إلى المصلوب ، تخف اَلامه وربما تزول .
- هل أبصرت يوم الدينونة وقد انقلبت الأوضاع ، وجلس يسوع على كرسيه يدين الشعوب ، وإذ ببيلاطس يأتى أمامه مرعوباً ومرتعداً . تصطك أسنانه وترتعش ركبتاه .. ربما .
+ كلوديا المحذرة زوجها :
" إياك وذلك البار " لعلها أقوى رسالة تحذير رنت فى قلب بيلاطس . و إن ضميره أنبه قليلاً فهوذا ضميره الثانى ، صوت زوجته يؤنبه كثيراً ويحذره ! .
فإن أول واجبات الزوجة أن تقف فى طريق زوجها لتمنعه من الاندفاع وراء شهوة جرفته
أو شر أعمى عينه أو حق زاغ عنه .
- والكتاب المقدس ملىء بأمثلة تلك الزوجات الحانيات الرائعات .. وهل ننسى سارة ورفقة وراحيل وراعوث وأليصابات وحنة وبريسكلا . فقد كانت زوجات قديسات ، فخراً لأزواجهن ومعينات لهم فى حياتهم .
- وعلى النقيض تقف زوجات شريرات كانوا فخاخاً لأزواجهن مثل دليلة وكيف أفقدت شمشون قوته وتسببت فى فقع عينيه ، وأيضاً زوجات سليمان ونساءه اللواتى أزغن قلبه عن عبادة إلهه ، وإيزابل الشريرة وكيف تعدت وصية الله وإغتصب حقل اليزرعيلى لزوجها اَخاب ، وسفيرة كيف إتفقت مع حنانيا على تجربة روح الرب فكذبا عليه ، وهيروديا كيف جرفت هيرودس إلى مستنقع شهوتها ودفعته ليقتل يوحنا المعمدان ، و أيضاَ دروسلا كيف تركت زوجها وتزوجت من فيلكس الوالى الرومان الذى ارتعب من كلام بولس الرسول ( أع 25،24:24 ) .
طوباكِ يا كلوديا .. الزوجة العاقلة الحانية المحذرة .
.. هل استفاد بيلاطس من التحذير ؟ هل تراجع عن صلب يسوع ؟
هل انحاز لشهادة عقله عن يسوع " وأى شر عمل " ( مت 27:23 ) " أنا لست أجد فيه علة واحدة " ( يو 28:18 ) . ألم يشهد عنه أنه بار " إنى برئ من دم هذا البار " ( مت 24:27 )
لكن جاذبية الصولجان كانت أقوى ونعومة الكرسى كانت أقرب من تحذير زوجته ، فأسلمه ليُصلب ( مت 26:27 ) .
+ كلوديا المساندة ليسوع :
- إن كانت بنات أروشليم قد بكين على يسوع ، وقدم ديماس اللص أعظم إعتراف بيسوع فى أحلك الأوقات ، وشهد قائد المائة " بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً " ( لو 47:23 ) إلا أن كلوديا قد سبقتهم جميعاً فى الوقوف بجانب يسوع !.
- ويتعاظم هذا الوقوف حينما ندرك أنها غلبت صوت ضميرها واَلام حلمها على أمر القانون الرومانى الذى يُحرم أى إشارة أو إيعاز يأتى إلى القاضى حين يجلس فى منصة القضاء .. أما كلوديا ، فلم تأبه بهذا القانون " وإذا كان بيطلاس جالساً على كرسى الولاية ( كقاضى يحكم ) أرسلت إليه إمراته قائلة " إياك وذلك البار .. " ( مت 19:27 ) .
شكرا يا ربنا .. ففى وسط الأصوات المتعالية " اصلبه اصلبه " صادرة ممن يُساقون كالقطيع ، تعالت أيضاً أصوات من نفوس حرة تندد وتحذر { إياك وذلك البار ... } .
+ كلوديا المسيحية :
- فقد قيل أن حين جاءت كلوديا مع زوجها إلى اليهودية فتنت بديانة اليهود واستشعرت جمالها وسموها على الديانات الوثنية فاَمنت وتهودت .
- ولما ظهر يسوع على مسرح الأحداث أُعجبت به وشغفت بحياته وتعاليمه ومعجزاته ، وكانت ترسل وراءه تستطلع أخباره وقد روعها أن يتردى زوجها فى الجريمة البشعة لتسليم يسوع .
- ولما قام يسوع اَمنت به وتبعت تعاليم تلاميذه 6 أعوام قضتها فى اليهودية بعد صلب يسوع ، وفى روما إنضمت الكنيسة وصارت قديسة مع القديسين و أهل بيت الله .
- أما بيلاطس ، فإحدى الروايات تقول أن الإمبراطور قد خلعه من منصبه لجرائمه المتكررة ونفاه إلى بلاد الغال حيث انتحر إذ قذف بنفسه إلى أسفل من فوق قمة جبل .
- وفى رواية أخرى يقال أن بيلاطس وزجته صارا مسيحيين وتسجل إسماهما فى سنكسار القديسين .
طوباكِ يا كلوديا ... فسيذكر لك التاريخ نجاحك الباهر ، فقد نجحتى مع نفسك ، ونجحتى مع المسيح ونجحتى معنا ، نحن الذين ما نزال نقرأ قصتك بكل شغف وتقدير و إعجاب وحماس ....
ولألهنا المجد الدائم إلى الأبد أمين .