الكتاب المقدس لم يقصد به ان يكون كتاب تاريخ ...
ولو أرادت الأناجيل ذكر جميع الأحداث والتفاصيل التاريخية " ما كان العالم يسع الكتب المكتوبة " ( يو 25:21 ) .
إن تفاصيل يوم واحد من حياة السيد المسيح على الأرض بما فيه من تعاليم ومعجزات ، يحتاج وحده إلى كتاب ...
إنما قصد الأناجيل أن تكون بشارة خلاص ، تحكى قصة الخلاص ...
لذلك بدأت الأناجيل بميلاد المسيح المعجزى من عذراء ، والملائكة الذين احاطوا بقصة الميلاد ، وكذلك بنسب المسيح ، وتحقيق النبوات الخاصة بميلاده ... ثم انتقلت إلى عماده وبدء كرازته .
وكمثال لفترة طفولته ذكرت لقاءه بشيوخ اليهود وتعجبهم من إجابته ( لو 46:2 ) ... كمعلم فى سنه المكبرة .
أما إدعاء ذهابه إلى الصين ، فلا سند له ...
لا سند له من الكتاب المقدس ، ولا من التاريخ ولا من التقاليد .
ويقصد به أعداء المسيح أنه اخذ تعاليمه من البوذية .
ولذلك حسناً أن الإنجيل ذكر علم المسيح الفائق منذ صباه ، حتى أنه كان مثار عجب الشيوخ ، فلم يكن محتاجاً أن يذهب إلى الصين أو غيرها .
وتعليم السيد المسيح أسمى من البوذية ومن اى تعليم آخر ...
وأى دارس يكتشف هذا السمو بما لا يقاس . وليس ألآن بمجال المقارنة .
ولو كان هناك تشابه بين تعليمه والبوذية ، لآمن به البوذيون .
على أن عظمة السيد المسيح لم تقتصر فقط على تعليمه .
فهل تراه أخذ عن البذية أيضاً معجزاته الباهرة ؟!
هل أخذ منها إقامة الموتى ، ومنح البصر للعميان ، وانتهار البحر والمشى على الماء ، وإشباع الآلاف من خمس خبزات ، وشفاء الأمراض المستعصية ، وإخراج الشياطين ... وباقى المعجزات التى لا تُحصى .
وهل أخذ من البوذية الفداء الذى قدمه للعالم ...
لا داعى إذن لأن يسرح الخيال فى فترة الثلاثين سنة السابقة لخدمته .
إنما يكفى أن نقول إن السيد المسيح حسب الشريعة - بدأ خدمته من سن الثلاثين ( عد 4 : 3 ، 23 ، 47 ، 1أى3:23 ) .
وما يلزمنا معرفته فى قصة الخلاص هو رسالة السيد المسيح بعد الثلاثين ، يضاف إليها ميلاده البتولى وما أحاط به من نبوءات ومعجزات .
وهذا يكفى .
المصدر / كتاب سنوات مع أسئلة الناس لقداسة البابا شنودة الثالث