سيدة الكرم.. مأساة سيدة مسيحية هزّت الضمير
واقعة أثارت مشاعر الغضب والتعاطف في آنٍ واحد. إنها قصة سيدة الكرم، السيدة المسيحية التي أصبحت رمزًا للصبر والكرامة، وصورة حية لمعاناة الاقباط من العنف الطائفي في قرى الصعيد.
من هي سيدة الكرم؟
سعاد ثابت، سيدة مسيحية مسنة تقطن قرية "الكرم" بمركز أبو قرقاص في محافظة المنيا. في مايو 2016، تعرضت لحادثة بشعة عندما قام مجموعة من الرجال بتجريدها من ملابسها علنًا في الشارع، والاعتداء عليها لفظيًا وجسديًا، بعد إشاعة عن وجود علاقة غير شرعية بين نجلها وسيدة مسلمة متزوجة.
تفاصيل الواقعة
ما بدأ بإشاعة تحوّل إلى كارثة إنسانية. على إثرها، اشتعلت القرية بأعمال عنف طائفية، وتم حرق 7 منازل لمسيحيين، وخرجت سيدة الكرم تُروى ما حدث لها أمام وسائل الإعلام، في مشهد أثار تعاطف الملايين، وفضح هشاشة التعايش المجتمعي في المناطق الريفية.
الموقف الرسمي
تم القبض على عدد من المتهمين، وبدء التحقيقات. لكن اصطدمت القضية بعقبات كثيرة، منها التباطؤ في إجراءات المحاكمة، وتضارب الشهادات، وضغوط الصلح العرفي.
القضاء بين التحدي والإنصاف
في البداية، حصل بعض المتهمين على البراءة، ما زاد من الإحباط والغضب الشعبي. لكن بعد أربعة أعوام من تاريخ الحادثة في يوليو 2020، حكمت محكمة جنايات المنيا على أحد المتهمين بالسجن 10 سنوات بتهمة "هتك العرض"، وهو الحكم الذي اعتبره البعض إنصافًا جزئيًا، وإنه تأخر كثيرًا.
سيدة الكرم ترفض التنازل
رغم محاولات كثيرة لعقد جلسات عرفية وتهدئة الأمور، رفضت السيدة سعاد ثابت التنازل أو التصالح، وأصرت على مواصلة الطريق القانوني حتى النهاية. وقد أصبحت بذلك رمزًا للمقاومة النسائية، وضربت مثلًا في الصبر والكرامة.
رمزية سيدة الكرم
تحولت "سيدة الكرم" إلى رمز لصمود المرأة المسيحية، في وجه العنف المجتمعي والتمييز الطائفي.
لماذا لا تُنسى هذه الحادثة؟
قضية سيدة الكرم مش مجرد حادث فردي. بل حادثة من حوادث كثيرة و هي عنوان لمشاكل أعمق:
-
التمييز الطائفي في قرى الصعيد.
-
ضعف تطبيق القانون في النزاعات المجتمعية.
-
دور الإعلام والمجتمع المدني في دعم قضايا المهمّشين.
-
غياب الردع الكافي لمَن يرتكبون جرائم تحت غطاء العُرف أو الدين.