إن سير القديسين هى أمثلة لعمل الإيمان
فهى تقدم لنا نمماذج فى اللجهاد والنسك والفضائل ، ينبغى علينا أن نتعلم منها ونقتدى بها ولا تقتصر قراءتها أو مشاهدتها لمجرد المعرفة فقط .
عندما سألت عذراء النشيد حبيبها : " أخبرني يا من تُحبه نفسي أين ترعى أين تُربض عند الظهيرة ؟ " ( نش 7:1 )
جاء الرد سريعاً من أصدقائها : " إن لم تعرفي أيتُها الجميلةُ بين النساء فاخرجي على اَثار الغنم وارعي جداءك عند مساكن الُعاة " ( نش 8:1 )
فمن هى الجميلة إلا النفس البشرية التى تبحث عن حبيبها .
ومن هو الحبيب إلا الراعى الصالح يسوع المسيح ، و ما اَثار الغنم إلا سير الشهداء والقديسين الذين سبقونا .
وقد قال ما إسحق السريانى " شهية جداً هى أخبار القديسين فى مسامع الودعاء ، كالماء للغروس الجددد ، فلتكن مرسومة عندك صورة تدبير الله مع القدماء ، كالأدوية الكريمة للعين الضعيفة ، و إحفظ ذكرهم عندك فى أوقات النهار وتفكر لتتحكم ( أى تتعلم الحكمة منهم ) .
فمن هم الودعاء الذين أشار إليهم مار إسحق سوى النفوس المتواضعة التائبة الساهرة .. باحثة عن خلاصها مقتنية اَثار خطى القديسين وفضائلهم ( َثار الغنم ) .
حقاً إن سير القديسين العطرة شقية جداص ، وتجعلنا نشتاق إلى التشبه بهم ، و أن نسلك على غرارعم ، فيكونوا بمثابة المعلمين والمرشدين لنا ، لأنهم قطعوا الطريق وإجتازوه بنجاح .. هؤلاء القديسين الذين أرضوا الرب وكانوا باستمرار فى مكان الجهاد و الحب و التضحية .. فى صلاة و حب و سهر و و دموع و أصوام و صلب للذات ، حتى بلغوا درجات روحانية عالية جداً ، لا يشعرون فيها أنهم محتاجين إلى هذيذ وصلاة قلبية .. لذلك وصل بعضهم إلى درجة السياحة .
" أنتم نُور العالم . لا يُمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبل . ولا يوقدون سراجاً ويضعونهُ تحت المكيال " ( مت 15،14:5 ) .
كان من الممكن أن ينتقل اَبائنا السواح من عالمنا دون أن نعرفهم ، ولكن رب المجد يسوع المسيح له المجد شاء أن يرسل بعض من الاَباء القديسين إليهم أو إلى بعضهم . فأرسل لكل واحد منهم من يلتقى به ويعرف منه سيرته ويكتبها ويقدمها إلى الكنيسة .
وغالباً يكون ذلك اللقاء فى اَخر حياة السائح الناسك .. فأرسل الأنبا أنطونيوس إلى الأنبا بولا أول السواح ، والقديس ببنودة إلى الأنبا مرقس الترمقى لذلك تميزت كنيستنا المحبوبة طوال تاريخها بشخصيات ظهرت من اَن لاَخر وعاشت كواكب لامعة تضىء أكثر من غيرها .. فأنارت طريق مسيرتها أمام السالكين فى طريق رب المجد القدوس .
واليوم نقدم لكم فيلم قصة حياة أم الغلابة بركة صلواتها تكون معنا جميعاً
ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد اَمين