ليس المقصود بمال الظلم هنا المال الحرام الذى يقتنيه الإنسان من الظلم أو من أية أخرى ، فهذا لا يقبله الله .
إن الله لا يقبل مثل هذا المال ، ولا تقبله الكنيسة أيضاً . وقد قيل فى المزمور " زيت الخاطىء لا يدهن رأسى " ( مز 5:41 ) .
و ورد فى سفر التثنية " لا تدخل أجرة زانية ... إلى بيت الرب إلهك " ( تث 18:23 ) .
فالله لا يقبل عمل الخير الذى يأتى عن طريق الشر ...
العطايا التى تقدم إلى الكنيسة تاخذ بركة وتذكر فى " أولوجية الثمار " أو فى " أوشية القرابين " أمام الله .
لذلك فإن هناك عطايا مرفوضة لا تقبلها الكنيسة ولا تدخلها إلى بيت الله ، إذا عرفت انها أتت من مصدر خاطىء .
وقد شرحت قوانين الرسل هذا الموضوع .
إذن ما هو مال الظلم الذى نصنع منه أصدقاء ؟
مال الظلم ليس المال الذى تقتنيه من الظلم . أنما هو المال الذى تقع فى خطية الظلم أن استبقيته معك ...
فما معنى هذا ؟ ومتى يسمى المال " مال الظلم " ؟
لنضرب مثلاً : لقد أعطاك الله مالاً ، وأعطاك معه أن تدفع العشور فالعشور ليست ملك .
انها ملك للرب ، ملك للكنيسة وللفقراء .
فإذا لم تدفعها تكون قد ظلمت مستحقيها ، وسلبتهم إياها باستبقائها معك
هذه العشور التى لم تدفعها لأصحابها ، هى مال ظلم تحتفظ به . وكذلك المال الخاص بالبكور والنذور وكل التقدمات المحتجزة لديك .
يقول الرب فى سفر ملاخى النبى " أيسلب الإنسان الله ؟ فإنكم سلبتمونى فقلتم بم سلبناك ؟ فى العشور والتقدمة " ( ملا 8:3 ) .
إن استبقيت العشور والنذور والبكور معك ، تكون قد ظلمت الفقير واليتيم والأرملة أصحابها . وهم يصرخون إلى الرب من ظلمك لهم .
وصرفك هذا المال فى ما يخصك ، يحوى ظلماً لبيت الله الذى كان يجب أن تدفع له هذا المال ، الذى هو ملك لله وأولاده ، وليس لك .
ويمكن أن نقول عن كل مال مكنوز عنك بلا منعفة ، بينما يحتاج إليه الفقراء ويقعون فى مشاكل بسبب إحتياجهم .
إذن إصنع لك أصدقاء من مال الظم هذا .
إعطه للمحتاجين إليه ، وسد به أعوازهم ، يصيروا بهذا أصدقاء لك ، ويصلوا من أجلك . ويسمع الله دعاءهم ويبارك مالك
( ملا 10:3 ) فتعطى أكثر وأكثر .
المصدر / كتاب سنوات مع أسئلة الناس لقداسة البابا شنودة الثالث