حياتنا مع المسيح | our life with christ  حياتنا مع المسيح  | our life with christ
recent

recent
random
جاري التحميل ...
random

قال الرب " مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله " ( مر 24:10 ) . فهل هذا معناه أن الأغنياء لا يمكن أن يدخلوا الملكوت ؟


ليس كل الأغنياء فهناك أغنياء أبرار وقديسون ...
لقد قال الرب هذه العبارة تعليقاً على تصرف الشاب الغنى ، الى عاقه المال عن أن يتبع الرب ومضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة .زالرب لم يقل أن دخول الأغنياء إلى الملكوت أمراً مستحيلاً ، وإنما أمراً عسيراً .
 ولم يذكر الرب كل الأغنياء أنما قال :
" ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله " ( مر 24:10 ) . 
إذن هنا عيب معين وهو الإتكال على المال وليس الله . 
ويتطور الأمر من الإتكال على المال إلى محبة المال وعبادته ، بحيث يصير منافساً لله . 
وهكذا قال الرب " لا يقدر أحد أن يخدم سيدين ... لاتقدروا أن تخدموا الله والمال " ( مت 24:6 ) . 
الذين يجعلون المال منافساً لله فى قلوبهم  ، يصعب دخولهم املكوت ... 
وهذا الذى حدث مع الشاب الغنى ...
 كان يستطيع أن ينفذ كل الوصايا منذ حداثته ، ماعدا المال ، إذ لا يستغنى عنه ...وهناك عيب يمنع دخول الأغنياء إلى الملكوت وهو : 
البخل فى إنفاق المال وبالتالى قسوة القلب على الفقراء ...
ومثال ذلك الغنى الذى عاصر لعازر المسكين ، الذى كان يشتهى الفتات الساقط من مائدة الغنى .
وكان الغنى لا يشفق على المسكين ، وفى قسوة كان يتركه إلى الكلاب تلحص قروحه ( لو 19:16-21 ) .
ومع ذلك يمكن للغنى أن يخلص ويدخل الملكوت ...
 إنه الغنة الذى يملك المال ولا يسمح للمال أن يملكه .
إنه يملك المال ، ولكن لا يجعل محبة المال تدخل إلى قلبه لتمنعه عن محبة الله ومحبة القريب . وهكذا ينفق المال فى أعمال الخير.
والكتاب المقدس يعطينا امثلة لأغنياء قديسين ، مثل أيوب الصديق ...
كان أيوب أغنى بنى المشرق فى أيامه ، وقد شرح الكتاب المقدس غناه بالتفصيل ، سواء قبل التجربة ( أى 3،2:1 ) ، أو بعدها ( أى 12:24 ) . 
ومع ذلك شهد له الرب بنفسه بأنه " ليس مثله فى الأرض رجل كامل ومستقيم يتقى الله ويحيد عن الشر " ( أى 8:1 ) ، ( أى 3:2 )  
وكان يحسن إلىالفقراء ، بل كان أباً للفقراء ، وكان عيوناً للعمى ، وأرجلاً للعرج ، أنقذ المسكين والمستغيث ، واليتيم ولا معين له . 
وجعل قلب الأرملة يُسر ( أى 12:29-16 ) ...
وقد بارك الرب غنى أيوب - بعد التجربة وجعله مضاعفاً ...
لأن الغنى فى يده كان أداة للخير ولبناء الملكوت أيضأ .
وآباؤنا إبراهيم وإسحق ويعقوب كانوا أغنياء جداً فى أيامهم ، حتى كان إبراهيم فى ركز ملك ن يهزم أربعة ملوك ، ويستقبله الملوك فى عودته ( تك 14 ) . 
ولكنه كان كريماً وكان محباً لله وللناس . 
وفى العالم الآخر كانت بينه وبين غنى لعازر هوة عظيمة ( لو 26:16 ) . 
ويعطينا المنظر فارقاًٌ بين اثنين من الأغنياء ، أحدهما فى النعيم ، والآخر فى العذاب .
يقدم لنا الإنجيل قديساً غنياً كإبراهيم ، هو يوسف الرامى ...
يوسف الرامى القديس ، الذى استحق أن يأخذ جسد السيد المسيح ويكفنه ويدفنه فى مقبرة خاصة يملكها ، قيل عنه إنه " رجل غنى " ( مت 57:27 ) ؟
ومع ذلك كان هو أيضاً "منتظراً ملكوت الله " ( مر43:15 ) . 
وعلى الرغم من غناه قيل عنه فى الإنجيل لمعلمنا  لوقا إنه " كان مشيراً ورجلاً صالحاً باراً ... " ( لو 50:23 ) . 
إن يوسف الرامى من الأغنياء الذين دخلوا الملكوت . 
نذكر أيضاً الأغنياء الصالحين ، الذين ذكرهم العصر الرسولى ... 
هؤلاء الذين يقول عنهم سفر أعمال الرسل " لم يكن أحد محتاجاً لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل .
فكان يوزع على كل أحد كما يكون له احتياج " ( أع 35،34:4 ) . 
وضربوا مثالاً لذلك بيوسف الذى دعى من الرسل برنابا (أع 37،36:4 ) وهو أحد الذين اختارهم الروح القدس للخدمة مع بولس الرسول ( أع 2:13 ) . 
ويعطينا التاريخ أمثلة أخرى من أغنياء قديسين دخلوا الملكوت ...
نذكرمن بينهم القديسة ميلانيا التى كانت غنية جداً وكانت تنفق بوفرة من أموالها على الأديرة وعمارة الكنائس ، وأخيراً ترهبت بعد ترملها . 
ومثلها أيضاً القديسة باولا التى كانت تنفق على رهبة القديس جيروم . ثم بنت من أموالها ديرين فى فلسطين أحدهما للرهبان والثانى للراهبات صارت هى رئيسته بهد ترملها ، وخلفتها إبنتها يوستوخيوم فى رئاسته . 
ومن أمثلة الأغنياء القديسين المعلم إبراهيم الجوهرى ، الذى كان كريماص جداً فى الإنفاق على الرهبان والأديرة وترميم الكنائس وبنائها ، وعمارة المواضع المقدسة ...
ليس الغنى عائقاً أمام الملكوت إنما العائق هو القلب ...
والمشكلة هى : هل القلب يخضع لمحبة الغنى ، ويصبح ثقيلاً عليه أن يدفع من أمواله حتى العشور ... ويكنز المال بلا هدف ويصير هذا المال صنماً امامه يعقوه عن محبة الله . أما الغنى الذى يستخدم ماله لأعمال البر ، فى إنفاق ، وفى محبة ، فليس هو النوع الذى يقصده السيد المسيح . ويسرنا فى هذه المناسبة ان نشير إلى أن هذا الموضوع طرقه اكليمنضس الإسكندرى ناظر الإكليريكية السابق لأوريجانوس .
و وضع عنه كتاباً إسمه " الرجل الغنى الذى يخلص " .
 وقد ترجم هذا الكتاب إبننا القس موسى وهبه ، ننصح بقرائته . 

المصدر / كتاب سنوات مع أسئلة الناس لقداسة البابا شنودة الثالث 

admin

التعليقات



✙ حياتنا مع المسيح ✙ موقع إلكتروني يومي يقدم و ينقل كل ما هو عن المسيحية من أخبار , أسئلة, سير قديسين , صلوات , صور , ترانيم وهو يعتبر أرشيف لكل الأسئلة التى تدور حول المسيحية ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رسالة بالضغط على زر المايك ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

حياتنا مع المسيح | our life with christ

2020