ولدت ڨيڨيان جمال فؤاد فى 21 يناير 1992 بأسرة مسيحية تقية وكانت ڤيڤيان الأبنة الأكبر لوديها ولها أخ اصغر بثلاثة أعوم وقد كانت طفلة رقيقة هادئة تربت فى بيت مسيحى هادئ وتشربت المبادئ المسيحية بسلاسة
ڤيڤيان جمال فؤائد |
وكانت ڨيڨان مطيعة فى كل الامور فعند أختيارملابسها كان الأب يشير إلى أن الملابس التى صفاتها هكذا لا تليق أن تكون ملابس بنات المسيح حتى يجد الأب أن ما أشار أليه قد أنطبع فى قلب لين يلتمس طريقه لأرضاء الله فكانت ڨيڨيان نفسها منقادة إلى للروح القدس الذى كان نشطاً فيها وتطيع الوالد فى كل ما قال فتنال بركات عديدة . فتذكر الأية الذى تقول " أيها الأولاد أطيعوا والديكم فى كل شئ لأن هذا مرضى فى الرب "
وكانت ڨيڨيان تكسر إرادتها فى أشياء كثيرة لأجل والديها تلبى لهما كل ما يطلبان بداله حب كانت تطغى على معاملاتها مع كل الناس وكل من كان يتعامل مع ڨيڨيان فى طوفلتها كان يلتمس به وداعة وطاعة كبيرة فكانت طفلة تتصف بالهدوء الغير متصنع النابع من قلب وديع نقى ملىء بالروح القدس
كزهرة وديعة كانت تتصف بجمال هادئ يشد كل من يراها ويجتذبه لأفاق روحانية فلم تشبه بنات كثيرة فى إهتمامهم بأنفسهم بل كعروس النشيد جنة مغلقة وينبوع مختوم . أناء مختار للرب ولم يكن أحد من المحيطين بها يعلم بهذا بل أخفى الرب الأمر عن أعين الجميع .. لذا كان من المتوقع حدوث بعض الخلافات والأختلافات نتيجة نظرتها الذاهدة فى أمور العالم مقارنة بكل من حولها
وما أدركه الجميع أن ڨيڨيان فى صغرها كانت تلتزم الصمت كثير من الأحيان المدرسة ، المنزل ، والطريق حتى لو تواجد معها مرافقين . كانت فتاة تتأمل وتصمت بدرجة لم يدركها أحد إلا بعد نياحتها
كانت فتاة لم تكن منطوية بل كانت لديها القدرة على الأنتقاء والإفراز رغم صغر سنها فكان قلبها لا يميل إلى الأصدقاء السوء أو إلى أمور كثيرة عالمية تنتشر الأن بين أولاد وبنات هذا الجيل
وايضاً كانت تتصف بالروح الأمومة فمنذ ميلاد شقيقها الأصغر وهى تحنو عليه وكأنها أمه الثانية بل كانت فى بعض الأحيان تقبل عن طيب خاطر أن تشارك شقيقها الصغير عقاب يقع عليه دون أى ذنب هى قد جنته حتى لا يتحمل العقاب بمفرده ويقع فى صغر النفس ولنا أن نتخيل طفلة هادئة مطيعة تعاقب بلا سبب من أن تشارك شقيقها ألمه . لذلك نالت وتأهلت عبر الأيام لترث ثقل مجد أكبر بمشاركة رب المجد ألمه الذى هو بار بلا خطية ولا عيب تألم لأجلنا
ويوجد أيضاً صفات جميلة لدى فيفان إنطبعت فى قلوب الكثيرين هى أمانتها فقد كانت دقيقة جدا فى إلتزامها بإخراج عشور مصروفها الصغير وعيديتها فى الأعياد وكانت أمانتها أيضاً فى إصراها على تقسيم وقت اللعب امام الكمبيوتر بينها وبين شقيقها بمنتهى الدقة وكان لديها شعور قوى بوجود الله فى حياتها فما كانت تصنع شىء يغضبه بالقدر المستطاع
وعندما كانت ولدتها تطلب منها ومن شقيقها أن يتمما صلاتهم كانت الأم تجد أن ڨيڨيان تستمتع بالصلاة ويرفع قلبها مع كلماتها ولا تتعجل فى الأنتهاء من الصلوات بل تبارك وقت صلاتها ويتحول لوقت عشرة حقيقة مع الرب يسوع تمتلىء من نوره . وتضىء مصباحها بزيت البهجة حتى أنها كانت تبدو مستمتعة بأوقات الصلاة وتبدو عليها الفرحة فى حضرة الرب يسوع
وايضاً فى ليالى التسبحة كانت تحرص على الحضور فقد كانت محبه للتسبيح والصلوات وهى صغيرة وفى حين كنا نرى الأولاد والبنات الصغار الساهرين مع والديهم يكونو كثيرى الحرك والكلام فيدخلون ويخرجون من الكنيسة ويصيحون ويتحادثون ويندر أن يثبت وجودهم فى مكان واحد لعدة دقائق . لكن كانت هذة الفتاة تقف بهدوء بجوار والدتها وكأنها شقيقتها وليست إبنتها وكانت فى بعض الأحيان تقف مع بعض صديقاتها بدون أن تتحدث معهم داخل الكنيسة وما كانت تقبل أن تترك بيت الرب أثناء الصلوات وأنها منذ الصغر قد أدركت رهبة وقداسة بيت الرب
ومن أكثر المشاهد تبكيتاً للنفس هو مشهد هذة الفتاة الشجاعة فى أواخر فترات رحلتها على الأرض وتغالب المرض وتذكر دروسها لأخر لحظة وهى مستلقية على سريرها . وكانت فى شددة تعبها ترفض فكرة أن تؤجل إمتحاناً بل كانت تبذل قصارى جهدها حتى تتاجر فى وزناتها بمنتهى الأمانة التى تبكت الكثير منا . نحن يتوفر لنا كل شىء إلا ما هو نافع لبنيان نفوسنا وتظل صورة ڨيڨيان وهى تحاول أن تواظب على دروسها ينطبع فى أذهان كل من رآها كعلامة تقدير لفتاة ليس لها نظير فى شجاعتها وإحتمالها
كانت ڨيڨيان فى المدرسة عنواناً للفتاة المسيحية التى تحمل صليبها فى قلبها وتعلقه على قلبها كعلامة حب لإلهها . وبدون الصليب كان يكفى النظر إلى وجهها لتعلم أنها فتاة مسيحية نقية وتقية
الصلاة الربانية باللغة القطبية بخط البارة ڨيڨيان |
كانت ڨيڨيان دائمة البحث عن صليبها . كانت رغم صغر سنها وهى فى أوائل المرحلة الأعدادية تعلم أن كل أنسان له صليب معين عليه أن يحمله بحب وإحتمال حتى يستطيع العبور بواسطته إلى السماء وكانت دائماً ما تسأل والدتها .. " ماما أنا فين صليبى . هل هو إحتمالى لهذا الأمر .. أم ذاك .. أم ماذا " كانت دائما متحيرة وتتمنى أن تعرف ما هو صليبها لتحمله بأمنة وصبر .
كانت البداية عنما سافرت ڤيڤيان فى مؤتمر مع كنيستها فى يناير 2008 خلال أجازة منتصف العام وكانت قبل سفرها بأيام قد إجتازت إمتحان نصف العام للصف الثالث الأعدادى بتفوق وهناك إبتدات فترات خلوتها تثمر عن قلب متعلق بفديها وفى أحد أيام المؤتمر وبعد إنتهاء فترة الخلوة اليومية سألتها فصلها بمدارس الأحد عن موضوع التأمل الذى كانت الذى كانت تفكر فيه أثناء الخلوة ففاجأتها بقولها :
" فى الحقيقة أنا لحظت إن في ناس كتير مخطوبين لبعض وبيقعدوا يتكلمو مع بعض بالساعات بدون ملل .. لكن إحنا لما بنصلى وبنتكلم مع ربنا مش بيكون عندنا نفس الأشتياق ده لحديث طويل معاه فأنا مش عارفة ليه .. ليه بننسى محبه ربنا لينا وليه بنهمله .. أنا باطلب من ربنا إنه يدينى أحبه حباً كبير يخلينى أتكلم معاه كتير " فتعجبت معلمتها من القامة الروحية العالية المختفية فى هذا الجسد الصغير والذى يفوق أناس أكبر منها سناً أو علماً وروحيات ، وهذا يعطى درساً لكى من يظن فى نفسه أنه يصلى أن يزن مقدار الحب فى كلماته ويتيقن من مصدرها هل هو القلب أم الفم ؟!
فى ذلك الوقت إبتدأت ڤيڤيان تهتم بالأم إيرينى رئيسة دير راهبات ابى سيفين بمصر القديمة يزداد وتعلق قلبها بقصة حياتها وإنفتحت أمامها أفاق نورانية لحياة قديسة بارة معاصرة وتمنت من الرب دون أن تبوح لأحد أن ينعم عليها الرب بمرض الفردوس فتشابه هذة القديسة الطاهرة التى كشف لها الرب عن أسرار سمائية كثيرة ومنحها نعمة السياحة والسفر إلى السماوات وتألقت كنجمة فى سماء مجده وأعلمها بموعد نياحتها .
كانت أمنا إيرينى بالنسبة لڤيڤيان هى القدوة والشفعة المحببة لقلبها الطاهر لذا تمنت هذا المرض المميز الذى يختص بأناس يباركهم الرب وينعم عليهم بنعمة جديدة الأستعداد وغسل أثوابهم فى دمائه الطاهرة لتتنقى وتصير بيضاء .. فتمنت ڤيڤيان هذا المرض على وكانت تصلى وتطلب من الرب أن يمنحها المرض ومعه إحتمالاً حتى تتم أيامها بلا تذمر وتنال إكليل إحتمال المرض الذى يماثل إكليل الأستشهاد .
ولم يتأخر رد السماء ففى بداية شهر يناير 2008 بدأت أعراض المرض على ڤيڤيان فقد شعرت بالتعب الشديد وعند إجراء الفحصوات العادية لد الطبيب تم إكتشاف نوع المرض والذى كان فى مرحلة متأخرة لا يصلح معها علاج .. وسط تعجب المحطيطين بها وإنهيارهم لأن لا أحد كان يتوقع أن هذة الزهرة المتفتحة التى تملأ الأضواء نشاطاً وحناناً وحباً ينشر المرض بداخلها فى أماكن لا يمكن إستئصالها كما أن علاجها غير مأمون ولا مضمون طلب الطبيب سرعة إدخالها المستشفى وكان أول يوم لها فى المستشفى هو يوم عيد نياحة البابا الطوباوى البابا كيرليس السادس الأحد 2008/9/3 .
وكان دوخلها المستشفى بمعجزة لأن قوائم الأنتظار كانت بالعشرات لكن الرب أراد لأبنته أن يتم إعدادها إعداد خاصاً وكما كانت الفتيات فى زمن الملك أحشويرش ومن ضمنهم أستر يتطيبن لمدة عام كامل حتى يستطعن لقاء الملك فإن ڤيڤيان إستغرق إعدادها نحو عام ونصف فتعطرت بصنوف الأدوية وتخضب جسدها بالأوجاع وعانت صنوف الألم المحتمل وغير المحنمل حتى تتأهل للقاء عريسها السماوى .
وإذ نتعجب من هذة الفتاة التى كانت تحيا حياة بارة وشكرها الدائم للرب ولسانها الذى كان لا يتوقف عن حمده ليل أو نهاراً !!
فى الحقيقة كانت ڤيڤيان لا تحتمل أن ترى أحداً يبكى لأجلها وكان يؤلمها أن والدتها تبكى كثيراً فكانت تطلب منها دائماً أن تتماسك وكانت تود أن تظل والدتها محتفظة بإحتمالها وشكرها حتى النهاية .. حتى تستطيع ڤيڤيان هى الأخرى الصمود فى رحلتها المزمع أن ترحل منها إلى عالم النور .. لم تكن تود أن ترى احداً يحزن لأجلها كانت تحب أن يشعر كل من حولها بتعزية وسلام .
وكانت أم ڤيڤيان ترجوها أن تصلى طالبة الشفاء من الرب وهى علم على اليقين وتمتلىء ثقة بأن الرب لن يتأخر عن محبوبته ولن يؤخر إستجابته لطلبها ولكن كما تشتاق الأيل إلى جداول المياه .. هكذا إشتاقت هذة النفس الطاهرة لعريسها فلم تتردد فى الرحيل فور طلبه لها .. كانت ڤيڤيان ترد على أمها الباكية قائلة " من فضلك يا ماما دى علاقتى أنا بربنا . وأنا لا أرغب أن يتدخل فيها أحد . أنا اللى تعبانة مش إنتم " فكانت الأم تصمت فهى لا تستطيع أن تخترق عمق الحجال التى عاينتها ڤيڤيان .
كانت ڤيڤيان تسأل والديها بين الحين والآخر عن مرضها وحالتها .. كانت تريد أن تعرف لتأكد أن مرضها الصعب هو صليبها الذى عليها أن تحمله ، وقد أخفى الجميع عنها الأمر ولم يكن أحد يعلم أنها تعرف كل شىء .. فقد كانت بمحبة إتضاع تقبل كلامهم وحيلهم البسيطة لأخفاء الأمر منها ورغم كونها قوية الملاحظة فهى كما ذكرنا من قبل كانت من الطالبات المتفوقات فى مدرستها ورغم فهمها لمعظم كلام الأطباء بحكم دراستها ومشاهدتها لحلات مماثلة فى الدور الذى كانت تمكث به فرغم هذا لم تحرج والديها أو تشعرهم بعدم تصديقها لهم . بل لوداعتها المعهودة وإبتسامتها التى لا تفارقها كانت تقبل كلامهم بلا معارضة .
وفى أحد الأيام أخطات الممرضة اللتى كانت تضيف لها العلاج الكيميائى فى الحلول وبدلاً من أن تقوم بظبط الصمام لينساب ببطء شديد لينتهى المحلول فى زمن قدره 24ساعة .. إذا بها بدون تركيز تترك الصمام بدون ظبط ليتم صبه بالكامل داخل جسد الفتاة الصغيرة خلال دقيقة واحدة وعندما إنتبهت لما فعلته بڤيڤيان وخافت من وفاتها الحتمية قامت بالقاء العبوة فى سلة المهملات حتى لا يكتشف أحد ما فعلته .. أما ڤيڤيان فعندما شعرت بالتعب الشديد تناولت زجاجة زيت لأحد القديسين كانت بجوارها وشربتها بالكامل لتحدث المعجزة ويتعادل التأثير القاتل للعلاج الكيميائى .. وبالصدفة حضر الوالد ليكتشف ما حدث فقام بالأبلاغ ليتم مجازاة الممرضة على فعلتها التى توقع الجميع أن تؤدى إلى أحد الخيارت :
توقف القلب خلال دقائق أو فشل كلوى خلال 3 أيام يليه توقف القلب أيضاً .. لم يتوقع أحد نجاة ڤيڤيان من الموت أو المضاعافات لكن إرادة الله كانت فوق الجميع وأراد إبقاءها للوقت المعلوم له وحده والحمدد لإنتقالها .
وفى أحدى الأيام حضر كاهن لزيارة شقيقته التى كانت ترقد فى الفراش المجاور لڤيڤيان فى المستشفى وصلى لشقيقته لمدة دقائق معدودة ثم إستأذن من والد ڤيڤيان أن يصلى لها أيضاً وطالت الصلاة إلى أكثر من ربع ساعة ثم رشمها بالزيت الذى ينساب من صورة السيدة العذراء مريم فى منيستها ببور سعيد ثم فى تواضع عجيب إنحنى وخلع حذائه وصنع لها مطانية حتى الأرض أمام سريرها وقال لها بمحبة يا ڤيڤيان أن بزيارتى ليكى زرت المسيح . فرح الأب جداً وشكر الأب الكاهن وداعب إبنته قائلاً " خلاص يا ڤيڤيان أنتى أكيد نلتى الشفاء بعد هذة الصلاة العميقة " فنظر له الكاهن فى صمت وأشار له إشارة فهم منها الأب ما معناه أن لا تنتظر شفاءها فهى عروس مختارة للمسيح ولكن ظل الأمر بعيداً عن الإدراك والتصديق فلن ينتبه له أحد حتى نياحتها .
أصر الطبيب المعالج لڤيڤيان على نقلها من مستشفى ناصر إلى مستشفى الشيخ زايد ورغم معارضة الوالدين لهذا الأنتقال نظراً لبعد المسافة وإضطرارهم لترك الأطباء الذين يعرفون حالة ڤيڤيان إلى جيداً والتغرف على أطباء جدد إلا أنه أصر فرضخوا لرغبته وإصطحبوا ڤيڤيان إلى الشيخ زايد وهناك تقابلوامع طبيب يدعى هـ.ع . فرحب بهم كثيراً بمجرد معرفته أنهم والدى ڤيڤيان فتعجب الأب كثيراً لهذا الأمر وإستفسر من الطبيب عن معرفته بهم أو بڤيڤيان فأخبره الطبيب بأنه لم يرها سوى مرة واحدة فى معهد ناصر وكانت زيارة فارقة فى حياته لأنه بعدها نال ترقية تقدم لها عدة مرات وفشل فى أن ينالها ويوه زيارته لڤيڤيان إستبشر خيراً بوجهها الملائكى وفعلاً نال الدرجة التى كان يحلم بها فى نفس اليوم .
وبعد عدة أيام إستدعى الدكتور هـ . والد ڤيڤيان وإعتذر له عن عدم إمكانية إستكمال علاجه لڤيڤيان لأنه سيسافر خلال عدة أيام وأخبر والد ڤيڤيان بأنه منذ رآها فى المستشفى وهو يتفاءل خيراً بها وحدث ما توقعه إذ بعد وصلها بعدة أيام تمت الموفقة على سفره إلى أمريكا والعمل هناك وهو الأمر الذى كان يحلم به وتقدم له أكثر من مرة ولم يقبل .. لم ينته الأمر بعد بل فوجىء الوالدان فى الثامنة من مساء أحد الأيام بزيارة هذا الطبيب لڤيڤيان فسأله الوالد مبتسماً عن سبب الزيارة حيث أنه لا يشرف على علاج ڤيڤيان حالياً فأخبره الطبيب أن سفره قد تحدد موعده غداً وقد حرص على ودا ڤيڤيان قبل سفره والأطمئنان عليها وكذلك توصية الأطباء المعالجين على الأهتمام بها ولنا أن نعلم كم تستغرق المسافة من منزل الطبيب بمصر الجديدة إلى الشيخ زايد وكذلك العودة لنعلم مقدار المشقة التى تكبدها هذا الطبيب الإنسان مساء سفره إلى الخارج لوداع فتاة رقيقة فى عمر الزهور هزم المرض جسدها النحيل ولكن لم يهزم روحها القوية فظلت تشع حباً لمن حولها وظل من حولها يبدولونها نفس الحب . لقد منح الرب ڤيڤيان مرض الفردوس كطلبها .. لكنه منحها معه باقة من الفضائل كالإحتمال والشكر وأيضاً كانت هناك أمور كثيرة فى علاج ڤيڤيان تسير بطريقة معجزية وكانت الأجرارات تمر بسهولة ويسر عجيب بدون وساطة ولا تدخل أرضى . منحها الرب نعمة فى أعين الجميع فتسابق الكل لمساعدتها والتخفيف عنها .
وفى أحد الأيام وكانت ڤيڤيان تشعر بالعجب من هدوءها الزائد فى حين أن كل من حولها مضطربون ومنزعجون وإن كانوا يحاولن إخفاء هذا الأمر عنها فسألت أب إعترفها (أبونا جرجس) قائلة " يا أبونا أنا عايزة أعرف هو اللى جوايا دة سلام ولا إيه " فأجبها بمحبة وحنو " أيوة يا ڤيڤيان دة سلام من ربنا " فإبتسمت وقد شعرت بالإطمئنان .
كانت ڤيڤيان ممشوقة القوام ولكن بعد إصابتها بالمرض فقدت الكثير من وزنها ونحل الجسد الجميل . فى إحدى المرات وصل عدد محاولات إدخال الكانيولا فى ذراعها إلى 25 محاولة فى يوم واحد .. ولو علمنا أن الكانيولا كانت تستمر فى يدها لمدة 4 أيام فقط يتم بعدها تغييرها بأخرى ولو علمنا أن رحلة المرض إستغرقت عام ونصف لعلمنا كم مرة تألم هذا الجسد الرقيق .. بل أنه فى بعض الأحيان كان يتطلب الأمر إدخالها فى الرقبة لتعذر وجود أوردة . فى ذلك اليوم سألها والديها لماذا وافقتى أن تخترق الإبر جسدك كل هذا العدد من المرات فأجبتهم " أنا كنت بأقول لبابا يسوع ماتزعلش يارب أنا عارفة إن الشكة دى فيك مش فيا أنا .. أنت قولت من يمسكم يمس حدقة عينى " وبكلام مثل هذا كانت تعزى والديها وترفعهما عن مستوى الألم البشرى فإن كان رب المجد حاضراً .. الذى هو قد تألم مجرباً فهو يقدر أن يعين المجربين . وكانت ڤيڤيان لا تحتمل أن تلمح دموع والدتها التى تحاول إخفاءها عنها كلما إقتربت سنون الإبر من جسدها النحيل .
وفى أحدى المرات ذهبت لإجراء أشعة بأحد المراكز الشهيرة وتطلب الأمر إدخال إبرة الكانيولا فى ذراها حوالى من 9-10 مرات وهى مستسلمة بدون كلام ولا ألم .. ثم إقتضى الأمر تركيب إبرة بالشريان والفتاة محتملة .. فأحتضنتها الطبيبة وقد إنفطر قلبها ودمعت عيناها من شدة تألمها لألم الفتاة الراقدة فى صمت وقالت لها " أنتى عظيمة يا ڤيڤيان أنا لم أرى أحد مثلك " وأخذت تقبلها .. وفى كل مرة كانت ڤيڤيان تذهب لنفس المركز حتى لو لإجراء شىء أخر غير الأشعة كانت الطبيبة تنهض من مكانها فوراً وتهرع إلى ڤيڤيان تقبلها وقد تنسمت فيها رائحة السماء .
أصرت ڤيڤيان على تأديت إمتحانات التيرم الثانى للصف الثالث الأعدادى وهى فى المستشفى .. كانت فى شدة الألم حيث كانت قد بدأت تتناول جرعات قوية من العلاج الكيميائى . وكانت إجراءات اللجنة الخاصة تمنع أن يسهدها أحد فكانت تكتب بصعوبة شديدة لكنها أصرت على إستكمال كل الإمتحانات وحصلت على درجات تقارب الدرجات النهائية . وإستمرت علاقة المراقبين بوالديها حتى يومنا هذا إذ يحرصون على السؤال عليهما وتهنئتهما بالعيد وفى كل مكالمة يأتى ذكر ڤيڤيان الفتاة الجميلة ويتذكر هؤلاء المراقبون تلك الزهرة الوديعة التى كان الألم يعتصرها ولكنها كانت حريصة بمنتهى الأمانة على إستكمال إمتحاناتها .
وقبل رحيل ڤيڤيان بثلاثة أسابيع تم إجراء التحاليل لها أثبتت تحسنها تحسناً ملحوظاً وإختفاء المرض نهائياً من جسدها .. وكان من المتوقع إجراء عملية زرع نخاع لها لكن الطبيب أراد إعطائها جرعة تحفظية أخيرة من العلاج الكيميائى ولم يكن يعلم انه بذلك يقترب بها من نهاية الآلام وأنه بذلك سيضع نهاية للزهرة الجميلة فتدهورت حالة ڤيڤيان ودخلت فى غيبوبة إثر هذة الجرعة .. فى نفس الوقت هذا التوقيت ونتيجة تعب شديد مفاجىء إضطر الأب لإجراء عملية قلب مفتوح لم يمكن تأجليها . تقبل الأب الأمر وطلب من الطبيب أن يسرع بإجراء العملية ليمكنه أن يتفرغ لڤيڤيان بعدها ويستطيع زياتها بدون عائق .. وفى أول زيارة يقوم بها الأب لڤيڤيان بعد إجراء الجراحة كانت ڤيڤيان قبلها قد أخذت الجرعة الأخيرة من الكيميائى وكانت فى غيبوبة .. لم تستطيع والدتها إخبار الأب وهو يعانى من الألم الجسدى والنفسى أن ڤيڤيان فاقدة لوعيها منذ عدة أيام .. بل أقنعته أنها نائمة ويجب أن يتركها بدون أن يوقظها حتى ترتاح . لم يقتنع الأب بهذا الكلام ولأن روحه كانت متعلقة بهذا الجسد النحيل الراقد على الفراش فقد أخذ يحدثها ويحاول إيقاظها فكيف يحضر ولا يحادث حبيبته ڤيڤيان .. ولم ينتبه أنها فى غيبوبة فإبتدأ يشرح لها أنه قد أجريت له الجراحة وإبتدأ يريها مكان الجراحة ويضع يدها على صدره فأفاقت ڤيڤيان وإبتسمت للأب ورفعت يدها وإحتضنت وجهه ورفعت رأسها لتنظر مكان الجراحة فى صدره وفى ساقه ومرت دقائق وهى على هذا الحال ولاحظ الأب وجود صورة للعذراء بمنظر الظهور فى إحدى يدى ڤيڤيان وأنها كانت تضغط عليها بيدها الأخرى بدون قدرة على الكلام ولم يفهم أحد معنى هذة الأشارة وكانت تنظر للمحيطين بها وعيناها غير ثابتة وكأنها لا تراهم . وفى نهاية الزيارة أرادت الأم أن تغير لها وضع الوسادة حتى تريح رأسها فتضايقت ڤيڤيان وطلبت من والدتها أن تتركها ثم عادت إلى غيبوبتها .
وفى اليوم التالى أفاقت ڤيڤيان تماماً وإبتدأت تتحدث بسرعة وبفرح شديد كمن يتعجل بأن يبلغ الآخرين خبراً مفرحاً وأخبرت من حولها بما يلى عن فترة غيوبتها :
" إنتم مش عارفين حاجة أصل ماما العذراء كانت معايا وإنتوا مش راضيين تسكتوا وتسبونى معاها وهى قالت لى إنى ها أموت وكل الناس ها تموت وكمان أخذتنى للسماء وأرتنى أماكن القديسين كلهم (لم ترى القديسين بأنفسهم) وأرتنى أناس كثيرون كانو يصلون من أجلى أنا عارفاهم وناس كتير غيرهم أنا مش عارفاهم برضه بيصلوا علشانى (كل من يعرفها كان يصلى من أجلها بالدموع ومجرد تذكر آلامها كان يعتصر قلوب الجميع) وأرتنى ناس طلعت السماء بسببى وأرتنى يابابا إنك لم تقلع عن التدخين حتى بعد العملية (كان الأب يخفى عنها هذا الأمرحتى لا تحزن) وكمان حاجات تانية مش ها أقدر أول لك عليها " ففهم الجميع أن صمتها وغيبوبتها كانتا صورة من صور الإختطاف للسماء التى سمعوا عنها من قبل فى سير القديسين وسمح الرب أن يشاهدوها عياناً لأول مرة . وبعد مرور حوالى أسبوعين من هذة الرؤيا رحلت ڤيڤيان لتلتقى بالسيدة العذراء والقديسين وبرب المجد يسوع المسيح .
حاولوا فى هذا اليوم إعطاءها طعاماً فرفضت وإكتفت بالماء والعصائر .. ألححو عليها فإعترضت بقولها " أنا كنت فى غيبوبة لمدة خمسة أيام كيف أستطيع تناوال الطعام " تعجبوا لمعرفتها بوضعها الصحى ولم يعرفوا كيف شعرت بأنها كانت فى غيبوبة .. داعبها والدها بقوله " يا ڤيڤيان .. هى العذراء لم تطلب منك أن تأكلى " . وفوجىء من حول ڤيڤيان بردها " لاء يا بابا بعد ما أرتنى مكانى طلبت منى أشرب عصير وماء فقط " ..
لحظات الرحيل بدأت فى خلال أسبوعين من زيارة أم النور لڤيڤيان فبدأ التعب يزداد .. وكما ترينا الصور الرمزية عدو الخير وهو يعمل على أسقاط الأبرار من أعلى درجات السلم قبل أن تمتد أرجلهم بالخطوة الأخيرة لتدخل الفردوس وتتحرر من أسر حروبه .. فقد ظهر جلياً أن الشيطان يحشد أسلحته ليفقد العروس إكليلها وبدأت حرب الملل فى اللحظات الأخيرة .. وحدث مساء يوم الجمعة ليلة إنتقال هذة البارة أن والديها كانا فى زيارتها بالمستشفى وبعد عودتها إلى المنزل إتصل الوالد بها حوالى الساعة 11:30 مساءاً ليطمأن عليها كعادته كل يوم قبل أن ينام (وإستغرقت المكالمة حوالى ثلاثة دقائق ونصف) وسارت المكالمة كالآتى :
+ يا بابا أنا زهقت
= مالك يا حبيبتى فى حد مضايقك ؟
+ لا مافيش حد مضايقنى
= طيب ما فى حاجات كتير ممكن تسلى وقتك
+ مش عايزة تليفزيون ولا كمبيوتر .. أنا زهقت
= طيب خلاص يا حبيبتى .. بكرة ها تخفى تماماً وأنا بأقول لك بكرة يعنى بكرة .. لازم تكونى واثقة يا حبيبتى .. صدقينى (كررها الأب عدة مرات بحرارة وحماس)
+ خلاص يا بابا
أباحت ڤيڤيان لوالدها بضيقها من البقاء فى المستشفى وشعورها بالملل وكانت تلك أول مرة .. ولأن ڤيڤيان كانت بطبيعتها شاكرة غيرة متذمرة فقد تعجب الأب من هذا ولكنه طمأنها بشفائها فى الغد وأخذ يكرر هذا وهو قرارة نفسه يشعر بالضيق من كلامه .. لأنه لم يعتد مطلقاً أن لا يكون صادقاً مع إبنته الحبيبة .. ولأنه يدرك إستحالة هذا الأمر .. فليس من الممكن أن تخرج ڤيفيان بحالتها هذة من المستشفى .. ولكن الأم هونت عليه بقولها " لا تتضايق .. قد يكون الرب يسوع أراد أن يطمأن ڤيڤيان عن طريقك " ولم يكن يعلم أن الأمر الإلهى قد صدر وأعلن على فم الوالد .. وقد كان .. ولم تكن تلك هى المكالمة الأخيرة فقد تلتها مكالمة أخرى فى الفجر نحو الساعة 4:15 صباحاً ولمدة تسعة دقائق .. رغم أن الأب كان نائماً فى هذا الوقت والموبايل كان موضوع فى مكان بعيد عن مكان نومه وهذة المكالمة كانت مسجلة فى سجل المكالمات على تليفون الوالد وإن كان الأب لا يعلم عنها شيئاً .
ومكالمتان أخريان نحو الساعة 9 و 10 صباحاً وردت ڤيڤيان على والدتها وهى فى الطريق إليها وكانت أهدء وأخبرتها أنها لا تريد شيئاً ، فقط كانت تشعر ببعض التعب فى صدرها . وصلت الأم للمستشفى وتركت هناك بعض الأشياء لڤيڤيان .. لكن لأنه لم يكن توقيتاً مسموحاً فيه بالزيارة فقد عادت ثانية إلى المنزل لإصطحاب الوالد والعودة لزيارة ڤيڤيان . فى هذا الوقت حاول والدها الذى كان متواجداً بالمنزل ان يتصل بيها بالموبايل وكانت الساعة 11 صباحاً تقريباً ، لكن شيئاً ما كان يمنعه فلم يقوى على طلبها رغم رغبته فى مكالمتها .
كان رحليها هادئاً يليق بقديسى المسيح وكما كانت هادئة فى حياتها لم تزعج أحداً بأمر رحليها
وفى غرفتها الخالية وقبل وصول الأحباء إليها إنطلقت الروح البارة لتستريح فى 2009/10/3 إلى حضن رب المجد الذى أحبته كل الأيام ...
وتم دفنها فى مدافن خاصة بأقارب عائلة والدها بالقطامية
وبعد فترة من الزمن كان والد ڨيڨيان يذهب ليزورالمدافن من الخارج ليصلى ويذهب وفى إحدى المرات كان الوالد بالقرب من المدافن فى طريقه فتقابل مع الغفير فقال له إن أصحاب هذة المدافن يريدون أن يهدوها وليس باقى بالداخل غير صندوق إبنتك . فرتب والد ڨيڨيان مدافن أخرى بمدينة العاشر من رمضان خاصة بالأسرة وقام بجميع الأمور اللازمة لهذا الأمر وأخذ تصريح من وزارة الصحة بنقل الصندوق إلى المدافن الجديدة . ثم بعد ذلك ذهبوا ليأخذوا الصندوق من المدافن القديمة وكانت المفاجأة إذ يروا الصندوق بحالة جديدة تماماً رغم أن تم مرور 5 سنوات على نياحة البارة ڨيڨيان وعند حملهم للصندوق كان ثقيل بطريقة ملحوظة وأيضاً ليس له رائحة عفنة ولا يوجد من حوله عفن .. عندئذ وقبل أن يقوموا بفتح الصندوق قال الغفير لوالد ڨيڨيان " بنتك دى قديسة أنا بشوف ياما وأقدر أقولك بثقة الكلام ده " وقاموا بفتح الصندوق حتى وجدوا الجسد كاملاً ولكن لم تكن اليد ظاهرة فقال والد ڨيڨيان مخاطباً عقله " هى فين إيديها " وفور هذة اللحظة إذ كأنها حركت يديها لتظهر جيداً لوالدها .
بعض صور الجسد الذى لما يرى فساداً |
فمضى الأب وذهب إلى إحدى الكاهنة الذى لديهم خبرة روحية ودراية كافية بهذا الموضوع . فذهب والد ڨيڨيان إلى أبونا صموئيل سمير كاهن كنيسة الملاك ميخائيل والقديس الأنبا شنودة بعياد بيك شبرا مصر فحضر الأب الكاهن ورأى الجسد بالكامل الجفن ، والرأس ، واليد كما هى أما بالنسبة لشعرها فقبل نياحتها فقدت كل شعرها وذلك بسبب العلاج الكيماوى . وأوصى الأب الكاهن لوالد ڨيڨيان أن يقوم بعمل مدفن خاص لها وكانت إرادة الله ترتبت من قبل لكن تمت على فم الأب الكاهن لهذا المكان ...
شهادة أبونا صموئيل سمير |
وبشهادة أهل البارة ڨيڨيان كان إكتشاف هذا الجسد فى 2014/9/28 ونقل جسدها فى تذكار نياحتها بوصاية من أبونا وشهادة منه بقداسة هذا الجسد .
زفة الشمامسة والشعب للجسد إلى المدفن الجديد |
وجهز والد ڨيڨيان المكان وطلب الأب الكاهن أن تزف وهى داخلة المدافن بألحان الكنيسة الفريحى لأنها عروس المسيح ويكون أمام جسدها مجموعة من الشمامسة بثيابهم الجميلة إلى المدفن ..
قامت البارة ڨيڨيان بالعديد من الظهورات لكثير من الناس ولولدتها ولأصدقائها أيضاً
.....
بركة صلاوات البارة ڤيڨيان معنا جميعاً ولألهنا المجد الدائم إلى الأبد أمين
قديسة فعلا سلام الرب عليها وشها كله سلام اذكرينا امام عرش النعمه
ردحذفاذكريني انا الضعيفه قدام عرش النعمه ايها البارة صلي من أجل ضعفي وقله احتمالي صلي لربنا يسندني ويغفرلي ويديني قوة ايمان لاخلص اذكريني أن ربنا يفرحلي قلبي صلي أنه يغنيني ويكفيني بوجوده ف حياتي أن يشيل من جوايا كل محبه وشهوة للعالم اذكري جوزي واولادي صلي من أجل امي وابويا واخواتي صلي ربنا يساعدنا ع خلاص نفوسنا ويعلمنا نحتمل صليبنا بشكر أعطينا يارب السلام والرجاء والرضا وحياة الشكر بشفاعه وصلاة هذه القديسه البارة وشفاعه ام النور حبيبتك وكل الملائكه الاطهار والقديسين والشهداء الابرار ....أمين أمين اسمع واستجيب لصلاتي حسب مشيئتك انا عبدتك الخاطئه الغير مستحقه الوقوف امامك يامخلصي القدوس
ردحذفاذكرينى أمام عرش التعمه و صلى لربنا يسوع و أمه أن يمنحوا ابنيى طفلا جيدا عفيفا بركه صلواتك تكون معتا جميعا
ردحذف